الجامع الكبير في صنعاء من أقدم المساجد الأسلامية وأول مسجد بُني في اليمن
الجامع الكبير في صنعاء من أقدم المساجد الأسلامية وأول مسجد بُني في اليمن
الجامع الكبير في صنعاء ثالث مسجد بُني في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
إطلالة تاريخية حول الجامع الكبير في صنعاء القديمة
الجامع الكبير بصنعاء من أقدم المساجد الإسلامية وهو أول مسجد بني في اليمن ، ويعتبر من المساجد العتيقة التي بنيت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أجمعت المصادر التاريخية على أنه بني في السنة ( السادسة للهجرة ) ، حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل وبر بن يحنس الإنصاري والياً على صنعاء وأمره ببناء المسجد والذي يقع في مدينة صنعاء القديمة ، حيث بناه ما بين الصخرة الملمة وقصر غُمدان. وكان في أول بناءه بسيطاً ، وصغيراً جداً حتى يتماشى مع عمارة المساجد الإولى، فكان مربع الشكل طول ضلعه ( اثنا عشر متراً ) ، وله باب واحد من الناحية الجنوبية ، وبه ( أثنا عشر عموداً ) أشهرها " المنقورة " وهو العمود السادس من ناحية الجناح الشرقي الحالي و " المسمورة " وهو العمود التلسع من ناحية الجناح الشرقي، ومقسم من الداخل إلى ثلاثة أساكيب ، وكان يوجد بالرواق الشمالي المحراب الأصلي .
ثم تعرض الجامع خلال العصور الإسلامية المتتابعة إلى تجديد ، وتوسيعات عديدة ، وكان من أوائل هذه التوسيعات ما قام به الخليفة الأموي " الوليد بن عبد الملك " ( 86 - 96 ه / 705 - 715 م ) في ولاية " أيوب بن يحيي الثقفي " . من توسيعات المسجد في الإتجاه الشمالي ، وذلك من ناحية القبلة الأولى إلى موضع القبلة الحالية. وفي فترة أول وال لبني العباس في صنعاء ( الأمير " عمر بن عبدالمجيد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب " ، نقلت أحجار أبواب الجامع من " قصر غُمْدان " ، ومنها المدخل الذي يقع على يمين المحراب وبه صفائح من الفولاذ متقنة الصنع من ضمنها لوحان مكتوبان بخط المسند ، وفي عام ( 136هجرية - 754 م ) أجري توسيع على يد الأمير " علي بن الربيع " بأمر من الخليفة " المهدي العباسي " وفقاً للوحة المكتوبة في صحن المسجد .
وفي عام ( 265 هجرية ) أجري على الأمير " محمد بن يعفر الحميري " توسيع كان من ضمتها السقوف الخشبية المصنوعة من خشب الساج خاصة في عمارة الرواق الشرقي والذي يتكون من مصندقات خشبية غاية في الدقة والإبداع، إلا أن بعض المؤرخين اليمنيين ينسبون عمارة الرواق الشرقي في الجامع إلى الملكة " سيدة بنت أحمد الصليحي " في عام ( 525 هجرية / 1130 - 1131 م ) ، ويعود تجديد المأذنتين الحاليتين إلى عام ( 603 هجرية / 1206 م ) حيث قام بتجديدها " ورد بن سار " بعد أن تهدمت وسقطت، وفي عام ( 1012 هجرية ) قام الوالي العثماني " سنان باشا " ببناء الصرح - المعروف اليوم بالشماسي - برصفه بالحجارة ، كما بنى القبة الكائنة في الفناء ، وقام الحاج " محمد بن علي صبره " بإصلاح المنارة الشرقية في أوائل ( القرن 14 هجرية / 20 م ) وفي عام ( 1355 هجرية / 1936 م ) بنى الإمام " يحيي حميد الدين " المكتبة التي تقع غرب المنارة الشرقية ، وكذلك السقف الأوسط في الجناحين.
كما حفر البئر الغربية للجامع وأصلح سواقيها إلى المطاهير ، وقد وسعت المكتبة في عهد الإمام " أحمد حميد الدين " في عام ( 1374 هجرية ).
الجامع بأبعاده الحالية ينطبق تقريباً على شكل الجامع الذي أمر بإنشائه الخليفة الأموي " الوليد بن عبد الملك " ( 86 - 96 هجرية / 705 - 715 م )، فهو مستطيل الشكل وتبلغ أطواله ( 6865 × متراً مربعاً). وقد بنيت جدرانه الخارجية بحجر الحبش الأسود والشرفات العليا بالطابوق والجص ، يحتوي على ( إثني عشر باباً ) ثلاثة في جدار القبلة منها باب يعود إلى فترة التاريخ القديم نقل من أبواب " قصر غُمْدان " في بداية العصر العباسي الأول وهو على يمين المحراب ، وفي الجدار الجنوبي مدخل واحد يعرف بالباب العدني تتقدمه قبة صغيرة ، وفي الجدار الشرقي خمسة مداخل، وفي الجدار الغربي ثلاثة مداخل ، ويتوسط الجامع فناء مكشوف مساحته حوالي ( 38.90 38.20 ×متر) يتوسطها كتلة معمارية مربعة الشكل طول ضلعها ( 6 أمتار ) تغطيها قبة حفظت فيها وقفيات الجامع ومصاحفه ومخطوطاته، ويحيط بصحن الجامع أربعة أروقة ، الرواق القبلي ( 61 18.5 ×متر عمقاً ) والرواق الجنوبي (60.40 15.10 × متر ) والرواق الغربي ( 39.75 11 ×متر )
ويوجد ضريح في الناحية الجنوبية من الرواق الغربي يطلق عليه ضريح " حنظلة بن صفون " وتبلغ عدد الأعمدة في الجامع ( 183 عموداً ) منها ( 60 عموداً ) قبلية و ( 30 عموداً ) غربية و ( 54 عموداً ) في المؤخرة ، و ( 30 عموداً ) شرقية، ويعود تاريخ هذه الأعمدة إلى الفترة ما بين ( القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادي )،أما السقوف المصندقة ذات الزخارف الفنية المتفذة بطريقة الحفر الغائر، ويحدد تاريخ سقف الرواق الشرقي ( بالقرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ) استناداً إلى طرازه ، بينما يعود تاريخ سقوف الرواق الغربي وبعض أجزائه إلى العصر الأموي ، وبعضها يعود إلى أوائل العصر العباسي ، وللجامع مئذنتان واحدة منها في الناحية الجنوبية ، والثانية في الناحية الغربية منه، أما المئذنة الشرقية أعيد تجديدها في أوائل ( القرن 13 هجري / 19 ميلادي ) ، وتتكون هذه المئذنة من قاعدة حجرية مربعة الشكل بها مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية ، والأخرى في الناحية الشرقية يقوم عليها بدن مستديرة تعلوه شرفه مزدانة بصفوف من المقرنصات ويعلو الشرفة بدن آخر سداسي الشكل وقد وصفها " الرازي" بأنه لم يعمل مثلها إلا في دمشق أو في منارة الأسكندرية.
تعليقات
إرسال تعليق