العيوبُ الخَلْقية للأعضاء التناسلية
هناك العديد من أسباب عيوب الأعضاء التناسلية، ولكن ينطوي معظمها على مستوياتٍ غير طبيعية من الهرمونات الجنسيَّة عند الجنين قبل الولادة.
أولاً: عيوبُ الأعضاء التناسلية عندَ الذكور
هناك العديد من أسباب عيوب الأعضاء التناسلية، ولكن ينطوي معظمها على مستوياتٍ غير طبيعية من الهرمونات الجنسيَّة عند الجنين قبل الولادة.
قد تُؤثِّرُ عيوب القضيب في قدرة الولد على توجيه مجرى البول عند الوقوف. وبالنسبة للذكور الأكبر سنًا، قد تُؤثِّرُ العيوب في توصيل النطاف، مما قد يضعف الخصوبة والقدرة على الجماع؛ كما يُمكن أن تُسبب هذه العيوب مشاكل أيضًا بالنسبة إلى احترام الذات بسبب مظهرها.
تنطوي بعضُ العيوب الخلقية في الأعضاء التناسلية عند الأولاد على:
- فتحة الإحليل في المكان الخطأ (مبال تحتاني hypospadias ومبال فوقاني epispadias)
- قضيب صغير بشكل غير عادي (صِغَر القضيب microphallus)
- انحناء غير طبيعي للقضيب (انحناء القضيب chordee)
قلفة متضيِّقة بشكلٍ كبيرٍ (الشبم phimosis)
- خُصيَة غَير نَازِلَة Undescended testes
يُولَد بعض الأولاد بأعضاء تناسلية لا يكون من الواضح ما إذا كانت ذكرية أم أنثوية (تسمى الأعضاء التناسلية المُلتَبِسَة)؛ وأحد الأسباب الشائعة للأعضاء التناسلية المُلتَبِسَة عند الأولاد هو نقص هرمون التستوستيرون في أثناء بِداية الحمل (انظر قُصورُ الغُدَدِ التَّناسُلِيَّة عند الأطفال أيضًا).
لتشخيص العيوب الخلقية في الأعضاء التناسلية، يقوم الأطباء بالفَحص السَّريري والاختبارات.
الأعضَاء التناسليَّة عندَ الذكُور
الأعضَاء التناسليَّة عندَ الذكُور
المَبال التَحتانِيّ hypospadias
بالنسبة إلى المَبال التَحتانِيّ، تكون فتحة الإحليل (الأنبوب الذي يقوم بتصريف البول من المثانة إلى خارج الجسم) على الجانب السفلي من القضيب:
المَبال التَحتانِيّ الخفيف: تكُون الفتحة أسفل الموضع الطبيعي مباشرةً على ذروة القضيب.
المَبال التَحتانِيّ المتوسط: تكون الفتحة في مكان ما على جسم القَضيب shaft of the penis.
المَبال التَحتانِيّ الشديد: قد تكون الفتحة في كيس الصفن أو بين كيس الصفن والشرج.
ونظرًا إلى أنَّ البول قد يخرج على شكل رذاذ إلى الأسفل، قد يحتاج الأولاد الذين لديهم مبال تحتاني شديد إلى الجلوس عندَ التبوُّل. بالنسبة إلى الأولاد الذين لديهم مبال تحتاني، يكون لديهم عيب آخر يُسمَّى انحناء القضيب (انحناء القضيب نحو الأسفل) ونمو غير كامل للقلفة التي تكون على الجزء العلوي من القضيب ولا تُطوِّق الجانب السفلي (يُسمَّى هذا العيب انعِدامُ القُلفَة hooded foreskin، لأنها تبدو وكأنها قلنسوة على القضيب). كلما كان المبال التحتاني أكثر شدة، ازدادت شدَّة انحِناءُ القَضيب واضطرابات القلفة.
قبلَ إزالة القلفة (الختان) عند حديثي الولادة الذين لديهم مبال تحتانيّ، ينبغي على الآباء استشارة اختصاصي الجهاز البولي (طبيب اختصاصي في تشخيص ومُعالجة اضطرابات السبيل البولي والجهاز التناسلي عندَ الذكور). يحتاج الأطباء أحيَانًا إلى نسيج القلفة عندما يقومون بعملية جراحية لتصحيح المبال التحتاني؛
وقد لا يحتاج المبال التحتاني الخفيف إلى المعالَجة، وعادةً ما يخضع الأطفال الآخرين إلى جراحةٍ لتصحيح العيب عند عمر 6 أشهر تقريبًا. يمكن إجراء الجراحة في العيادة الخارجية عادةً (لا يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى ليلة كاملة).
المَبال الفوقاني Epispadias
بالنسبة إلى المبال الفوقاني، تكُون فتحة الإحليل على الجانب العلوي من القضيب بدلاً من ذروته؛ وقد يحدث تسريبٌ للبول عندَ الأطفال الذين لديهم هذا العيب (سلس البول). كما يكون لدى الأولاد الذين يعانون من أكثر أشكال المبال الفوقاني شدَّةً اضطراب آخر أيضًا يسمّى الإِكشاف المَثانِيّ bladder exstrophy، وفي هذا الاضطراب لا تنغلق المثانة بشكلٍ كاملٍ وتفتح للخارج على سطح البطن، ممّا يسمح للبول بالتقاطُر عبر المثانة المفتوحة بدلًا من الإحليل.
يستخدِمُ الأطباء الجراحة لتصحيح المبال الفوقانيّ.
القضيب الصغير جدًا (صِغَرُ القَضيب micropenis)
يكُون لدى بعض الأولاد قضيب صغير بشكلٍ غير مألوف؛ ويسمى هذا االعيب صِغَرُ القَضيب micropenis أو microphallus. في بعض الأحيان، يحدث صغر القضيب عندَ الأولاد الذين ليس لديهم ما يكفي من هرمون التستوستيرون الذكري؛
ويُعطَى هؤلاء الأولاد مكمّلات من هرمون التستوستيرون.
انحناءُ القضيب Chordee
انحناء القضيب هو تقوُّس فيه، حيث قد ينحني القضيب إلى الأسفل أو إلى الأعلى أو إلى الجانب، أو قد يكون ملتويًا. وقد يؤثر الانحناء في قدرة الولد على توجيه مجرى البول عندَ التبول.
إذا كان الانحناء ليس شديدًا قد لا يحتاج إلى تصحيحه جراحيًا؛ أمّا إذا كان الانحناء شديدًا فقد تكون هناك حاجة إلى الجراحة. قد يختار المرضى تصحيح انحناء القضيب إذا كانوا يخشون من أن يُؤثِّرَ في قدرتهم على الجِماع أو لأسباب تجميلية.
عيوب أخرى للقضيب
يولد بعضُ الأولاد بلِجام frenulum ضيق جدًّا (النسيج الموجود تحت القلفة والذي يُساعد على سحب القلفة فوق الحشفة glans). قد يحُول اللجام الضيق دُون انسحاب القلفة إلى الخلف بشكلٍ كاملٍ على طرف القضيب؛ كما قد يسبب أيضًا ألمًا أو نزفًا عند سحب القلفة للخلف أو في أثناء الانتصاب.
لمُعالَجة الأعراض، قد يقوم الأطباء بإزالة أو قطع القلفة جراحيًا عندما يصبح الولد أكبر في السن.
عيوب الإحليلالخُصيَة غَير النازلة والخصية القافزة
الموضوعات الأخرى في هذا الفصل
العيوبُ الخلقية في السبيل البولي والأعضاء التناسلية
لمحة عامة عن العيوب الخِلقية في الكلى والسبيل البولي
عيوبُ المثانة
عُيُوب الكلى
عيوبُ الحالب
عيوب الإحليل
العيوبُ الخلقية في الأعضاء التناسلية
الخُصيَة غَير النازلة والخصية القافزة
آخرون يقرأون أيضًا
اختبر معرفتك
نظرة عامة على مشاكل السلوك لدى الأطفال
قد تصبح مشاكل السلوك والنمو مزعجة إلى حدّ أنها قد تهدد العلاقات الطبيعية بين الطفل والآخرين أو أنها قد تؤثر في نموّه العاطفي، والاجتماعي، والذهني. أيٌّ ممّا يلي يصف الهدف من علاج مشاكل السلوك لدى الأطفال؟
حمل الأطفال على الرغبة في تغيير سلوكهم
حمل أولياء الأمر على شرح سبب قول "لا"
حمل أولياء الأمر على معاقبة السلوك السيء
حمل أولياء الأمر على مكافأة السلوك الحسن
موضوعات أخرى ذات أهمية
ثانياً: عيوب الأعضاء التناسلية عند الأناث
عيوب الأعضاء التناسلية الأنثوية
هناك العديد من أسباب عيوب الأعضاء التناسلية الأنثوية، ولكن يكمن معظمها على مستوياتٍ غير طبيعية من الهرمونات الجنسيَّة عند الجنين قبل الولادة.
بعضُ عيوب الأعضاء التناسلية عند البنات على:
الأعضاء التناسلية المُلتَبِسَة (الأعضاء التناسلية التي من غير الواضح ما إذا كانت ذكرية أم أنثوية)، والتي غالبًا ما يُسببها فَرطُ تَنَسُّجِ الكظر الخِلقِيّ
- البكارة الرتقاء، أو رتق غشاء البكارة
- التصاقات الشفرين في حالاتٍ نادرةٍ قد يكون المهبل مفقودًا أو قصيرًا.
لتشخيص العيوب الخلقية في الأعضاء التناسلية، يقوم الأطباء بالفحص السَّريري وإجراء الاختبارات.
الأعضاءُ التناسلية الخارجية عندَ الإناث
فَرطُ تَنَسُّجِ الكظرِ الخِلقِيّ Congenital adrenal hyperplasia
يُعدُّ فَرطُ تَنَسُّجِ الكظرِ الخِلقِيّ السبب الأكثر شُيُوعًا للأعضاء التناسلية المُلتَبِسَة عند البنات، وهو اضطراب وراثي في الغدتين الكظريتين (الغدد التي تقع في الجزء العلوي من كل كلية والتي تفرز عدة أنواع من الهرمونات). في هذا الاضطراب تفتقر الغدد إلى الإنزيمات التي تساعد على إنتاج هرمونات مُعيَّنة داعمة للحياة، مثل الكورتيزول cortisol؛ وبدلاً من ذلك، تتحوَّل اللَّبِنَاتُ البنائية الكيميائية التي تستخدمها الغدد لصنع الكورتيزول إلى هرمونات الذكورة، مثل التستوستيرون.
بالنسبة إلى الرضيعات، يُؤدِّي هذا التراكم لهرمون التستوستيرون إلى ظهور الخصائص الجنسية الذكورية (الاسترجال). وتبدو الرضيعات اللواتي لديهنَّ أكثر الأشكال شدَّةً مثل الأولاد، مع وجود ما يبدو كأنه قضيب طبيعي وكيس للصفن؛ وهذا القضيبُ هو في الواقع البظر الذي جرى تحريض نموّه من قبل هرمون التستوستيرون، وكيس الصفن هو في الواقع الأشفار التي نمت مع بعضها بعضًا، ولكن لا توجد خصيتان في كيس الصفن الظاهر، كما تكون الحلمتان والأعضاء التناسلية عند البنات بلون داكنٍ أيضًا.
بالنسبة إلى الرضَّع الذكور، لا يؤثر هرمون التستوستيرون الزائد في مظهر الأعضاء التناسلية؛ ولكن في وقت لاحق من مرحلة الطفولة، يبدأ القضيب وشعر العانة بالنمو في عمر صغير جدًا (سن البلوغ المبكر).
تظهر عندَ الأولاد والبنات معًا أعراض تهدد الحياة، وذلك لأن الغدتين الكظريتين لا تنتجان ما يكفي من الهرمونات الكظرية الطبيعيَّة. يمكن أن تحدث عند الرضع اضطرابات خطيرة في الشوارد الكهربائية (أشباه المعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم) في الدَّم، ويُعانون من التجفاف الشديد أيضًا.
يحتاج الرضَّع والرضيعات عادةً إلى سوائل تعطى عن طريق الوريد، وإلى أدوية الستيرويدات القشرية لمُعالجة التجفاف واضطرابات الشوارد الكهربائية الناجمة عن نقص هرمون الغُدَّة الكظرية.
قد تحتاج البنات إلى الجراحة (جراحة تعيين الجنس) والمكملات الهُرمونِيَّة.
البَكارَة الرَتقَاء أو رتق غشاء البكارة Imperforate hymen
غشاء البكارة هو الغشاء الرقيق عند فتحة المهبل، وهُو يُغطِّي جزءًا فقط من الفتحة عادةً؛ ولكن تولد بعض البنات بغشاء بكارة يُغلق فتحة المهبل بشكلٍ كاملٍ (البَكارَة الرَتقَاء)، ونظرًا إلى أنَّ فتحة المهبل تكون مغلقة، فإن المفرَزات المهبلية لا يمكن أن تخرج. وفي بعض الأحيان، لا يجري التعرف إلى المشكلة وإصلاحها عندما تكون البنات صغيرات، ولذلك عندما يبدأ الطمث لديهنَّ، لا يمكن أن يخرج الدم. وفي مثل هذه الحالات، قد يحدث ألم عند البنات، لأنَّ دم الطمث يُحتجَز في المهبل؛
وتحتاج البنات اللواتي لديهنَّ بكارة رتقاء إلى الخضوع إلى إجراء جراحي ثانوي لفتح غشاء البكارة.
اِلتِصاقاتُ الأشفار
الأشفَار هِيَ الشفاه اللحميَّة عند فتحة المهبل. تحدث اِلتِصاقات الأشفار عندما تلتحِمُ أشفار المهبل مع بعضها بعضًا؛ وتحدث هذه الالتصاقات في مرحلة الطفولة عادةً عندما تكون البنات في العام الثاني من العمر، ولكنها قد تحدث قبل هذا العمر أو بعدَه. لا تسبب اِلتِصاقات الأشفار أعراضًا عادةً، وتختفي من تلقاء ذاتها في أغلب الأوقات. ولكن، عندما تسبب أعراضًا، فعادة ما يكون ذلك بسبب تجمع بعض البول في المهبل، ممّا قد يؤدي إلى تهيُّج أو عَدوى أو تقاطُر.
تُعطى الفتيات اللواتي لديهن التصاقات في الأشفار تُسبب أعراضًا رُهيمًا يحتوي على الإستروجين، أو قد يقوم الأطباء بإزالة الالتصاقات إما في العيادة أو في غرفة العمليات. تعُود التصاقات الأشفار إلى الحدوث من جديد عادةً؛ وللوقاية من عودتها، تقوم البنات بتطبيق رُهيمٍ آخر عدةَ مرات في اليوم لوقاية المنطقة من التهيج الذي يمكن أن يؤدي إلى عودة الالتصاقات، وينبغي أن تبقى الالتصاقات التي لا تسبب أعراضًا مفتوحةً عند البلوغ، حتى يجري تصريف دم الحيض بشكل صحيح.
تعليقات
إرسال تعليق